الاسباب الاساسية وراء تدني مستوى التنمية في الجنوب الشرقي

غالي عبدالسلام 

يصنف الجنوب الشرقي على انه اكثر الجهات المغربية تهميشا وإقصاءا لضعف اساليب التنمية فيه رغم انه يزخر بمؤهلات طبيعية وبشرية تؤهل جهة الجنوب الشرقي للارتقاء بها كأغنى جهة في المغرب وبذلك ارتأيت في هذا لموضوع ان نشخص اسباب ومعيقات التنمية في الجنوب الشرقي ثم بعض الحلول الناجعة والمقترحة لبناء تنمية مناسبة للجهة يجب اولا ان ننطلق من معطى اساسي وجوهري وهو ان التنمية في المغرب كممارسة بدأ الاهتمام بها في اواخر تسعينيات القرن الماضي وبداية الالفية الثالثة خصوصا بعد ان تجاوز المغرب حقبة السكتة القلبية التي اعلن عنها الملك الراحل الحسن الثاني وبذالك اقتنع المغرب بنهج وخلق عدة انواع من الاستراتجيات التنموي مركزين على المرتبطة منها بالعالم القروي ونعني هنا مخطط المغرب الاخضر والتنمية البشرية وصندوق التنمية القروية فهنا يطرح سؤال لماذا لم تستفيد مناطق الجنوب الشرقي من هذه المشاريع التنموية ؟ هل هي ازمة النفوس ام ازمة النصوص ؟ لن يختلف معي عاقل بأن مناطق الجنوب الشرقي لم تستفيد من المشاريع المسطرة و الممنهجة وذالك لعدة اسباب نوردها كالأتي.

: 1. ضعف الرقابة على الاموال المختصة لتحقيق المشاريع المسطرة لتواطؤ المختصين مع بعض البلطجة والأعيان وكبار القبائل لغض الطرف على الميزانية المختصة لتحقيق وانجاز المشاريع.

2 عدم وعي مناطق الجنوب الشرقي بأهمية هذه المشاريع لسيادة الامية والجهل لدى الساكنة وعدم وجود اطر عليا من ابناء المنطقة متخصصة في الجانب الاستثماري مما يجعل عملية اشراك السكان امرا صعب التحقيق.

. 3اعتماد مشاريع غير متناسبة مع الطابع الجهوي فالمعروف ان جهة الجنوب الشرقي تعتمد بالأساس على فلاحة ذات طابع صحراوي كالنخيل (الثمور) الكمون النحل الحناء الرعي وبعض الانشطة الاخرى البسيطة كالبحث على المستحثاتles fossiles بحيث ان المشاريع المسطرة من قبل الدول لم تأخذ الطابع المحلي بعين الاعتبار.

. 4 استغلال المشاريع التنموية لأغراض حزبية فبعض رؤساء الجماعات المحلية جمدوا بعض المشاريع تجاه بعض القبائل كعقاب لأنهم لم يصوتوا عليه وهذا هو الخطير في الامر . 5 صعوبة التأطير الاداري فهناك جماعات في الجنوب الشرقي مساحتها اكبر من مساحات دولة قطر ولكن بميزانيات محدودة وضعف الاطر الموجودة فيها لا من حيث الكم او التحصيل التقني من مهندسين وخبراء.

. 6 توالي سنوات الجفاف في مناطق الجنوب الشرقي مما يحول دون استمرارية المشاريع خصوصا الفلاحية.

. 7ثم طغيان الطابع العنصري بين القبائل او داخل القبيلة الواحدة فتحديد من يستفيد صعب خصوصا وان الطابع الرحال في الجنوب الشرقي هو السائد فاستفادة الخارج عن القبيلة يخلق نوع من الصراع داخل القبيلة.

ومع فشل هذه المخططات دخلت مؤسسات اخرى على الخط في اطار ما يسمى بتشجيع المقاولات الصغرى(الامانة) الا انها لم يكتب لها النجاح ببساطة عدم كفاية القروض المقدمة وغياب التأطير فما السبيل لتحقيق تنمية ناجحة ومستمرة في الجنوب الشرقي فوضع الحلول وجب اقتراحها بعيدا عن العاطفة والانحياز . فلا يمكن اخد نماذج المشاريع الناجحة في الشمال او في بعض المناطق وإسقاطها على الجنوب الشرقي بل وجب الاعتماد على المشاريع المحلية وخصوصيات كل منطقة ،تأهيل ابناء المنطقة معرفي من اجل الارتقاء بمنطقتهم عبر التشجيع على ادراجهم ضمن المدارس المختصة بالعلوم الجيولوجية خصوصا وان الجنوب الشرقي يزخر بأثر المستحثات وإقدام الساكنة على هاته الانشطة الرقابة المستمرة على الميزانيات المختصة للاستثمار في هذا الجانب .انشاء سد مائي لقدرة الساكنة على مباشرة الفلاحة اثناء الجفاف.الاخذ بعين الاعتبار في الاستثمار تنمية اراضي الجموع كأساس للتنمية